ماراثون التغيير

grayscale photography of jogging people

كم مرة عزمتِ على إنقاص وزنك وبعد يومين عدتِ لتناول المعجنات؟ كم مرة قررتي المثابرة في عملك للحصول على ترقية وفي أول مشكلة تراجعتي عن نيّتك؟ كم مرة استيقظتِ وفي عقلك فكرة تؤرقك بضرورة تغيير حياتك لكنّها لا تتعدى كونها فكرة لأنك تعودين لتكرار روتينك …
حسناً لدي خبر سعيد لكِ وهو أننا بطبيعة بشريّة نخاف من التغيير، لأن التغيير فوضويّ والعبور من خلاله يشبه السير في نفق مظلم ومجهول الاتجاهات لكنّ يتحتم عليكِ إكمال السير إلى أن تشعّ شرارة ما، ولذا عندما نعرف كيف نتصرفّ أثناء التغيير فلن نتراجع عن قراراتنا مع أول انتكاسة تحدث، كما قالت جين سينسيرو عن التغيير في كتابها “you are a badass” وهي شخصيّة عصامية عاصرت الكثير من أشكال التغيير فَلخصته قائلة : عند القيام بقفزات كبيرة إلى الأمام، غالباً ما تتحول حياتنا إلى كارثة قبل تحولها إلى حياة لامعة وجميلة”.

ما الذي ينبغيّ فعله عندما أمرّ في مرحلة إنتقالية ؟
-تذكري دوافعك كل يوم. يقول روبن شارما أنّ على جدران غرفته أوراق لاصقة مكتوب فيها ما الذي يريد تحقيقه، حتى لاينسى وجهته.
-أحيطي نفسك بمجتمع داعم. مثلاً لو كنتِ تريدين تعلمّ البرمجة والتي في البداية قد ترينها مجرد أكواد باللغة الصينية، فوجودك حول مجتمع يتحدث ويمارس ويتعلم هذا الهدف، يعينك على الاستمرار.
-إقرأي كتباً أو استمعِ إليها. تجدد طاقتك أو تعلمّك طرقاً جديدة، لأن أحياناً لو قررتِ الاعتماد على صوت عقلك طويلاً؟ فربمّا ستقررين أن متابعة التلفاز أمر في غاية الأهمية ونافع لصحتك النفسية.
-استمري في المحاولة. لنتفق أن الانتقال من نقطة إلى نقطة اخرى ليس على شكل خط مستقيم، ستخطئين أحياناً وتفتقدين للمعرفة أحيان أخرى، لذا تواضعي عند التعامل مع تعرجّ البداية وحاولي مجدداً، حاولي بأكثر من طريقة.
-لا تستمعي ليأسك. “خُلق الإنسانُ عجولا” بطبيعتنا أحياناً نريد رؤية النتيجة حالاً وبالتالي نسقط فريسة لليأس! تذّكري أن الجبال مكونة من الحصى وكذلك هدفك عبارة عن خطوات يومية مستمرة حتّى تتأسس الصورة الكبيرة، فلا تتسابقي مع الوقت وإلا ستخسرين.

لا تنّسي: الخطوات الصغيرة المستمرة تبني النتيجة الكبيرة، ولا بأس أن تمرك مشاعر صعبة أثناء التغيير، لكنّ لا تحوليّ الأمر إلى دراما فظيعة، احتوِ مشاعرك وتعلمّي مما تعثرتِ به ثمّ امضِ إلى الحياة التيّ تحبين عيشها ومتشوقّة لها.

مقالات ذات صلة

قوة التعاطف

نعيش أسوأ لحظاتنا في كل مرة نتمسك بجروحنا العاطفية والإنفعالية ونرفض للشفاء أن يحدث وللألم أن يهدأولكن لماذا؟ لأننا لم نتعلمّ ولم نمارس التعاطف مع…

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *