قوة التعاطف

نعيش أسوأ لحظاتنا في كل مرة نتمسك بجروحنا العاطفية والإنفعالية ونرفض للشفاء أن يحدث وللألم أن يهدأ
ولكن لماذا؟ لأننا لم نتعلمّ ولم نمارس التعاطف مع أنفسنا. ماذا لو كنّا نتحلى بهذه المهارة ؟ ما الذي سيتغيّر ؟
قبل أن نُنير على الإجابة، دعينا نتفق أنّ الأمر يبدأ منكِ وينعكس في تعاملكِ مع الآخر، لا يستطيع شخص غير ليّن مع نفسه أن يكون متفهماً لغيره.

ما هو التعاطف ؟ قدرة الإنسان على سماع أفكاره واحتواء مشاعره وتحمل مسؤولية ما يدور في أعماقه، على الضفّة الأخرى سيكون قادراً على فِهم الآخرين حتى لو كان حديثهم عن رغباتهم غير واضح كما لديه صفاء داخلي كافي لمنح الآخرين مساحة التعبير دون ضغط أو مقاطعة.

ما الرابط بين الذكاء العاطفي والتعاطف وإدارة العلاقات ؟
المعادلة بسيطة: من الذكاء أن تعرفي كيف تديرين انفعالاتك وتوجهين مشاعرك فتُكافئين بقدرة التواصل الجيد مع الآخرين.

ما هي فوائد التعاطف مع الآخرين ؟
حسناً لنتفق أني لا أقصد بالتعاطف أن تكوني طيبة بدون حدود بل أقصد ذكائك في إدارة مشاعر الآخرين واختيار ردة فعل حكيمة مقابل إنفعالاتهم، وبالتأكيد إذا أتقنتِ هذه المهارة فأنتِ الأجدر بالترقية في العمل مثلاً!
والأعمال هي جانب جيد لنطبق التعاطف فيه، كونك تلتقين بأشخاص متنوعيّ الثقافات والخلفيات، والنزاعات تصبح حاضرة ولا مهرب منها، والحل الأكثر فعالية أن تكوني ذكية في ممارسة التعاطف. وفي الواقع لا يتعلق الأمر فقط بفائدة تكوين علاقات اجتماعية أو حل نزاعات أو الحصول على ترقيات بل أيضاً يصير بإمكانك كسب الثقة، وثقة الآخرين بك هي ما تحتاجينه. كما يقول وزير الاتصالات عبدالله السّواحة أن الذكاء الاجتماعي يساعدك على البقاء في منصبك الوظيفي حيث بمقدورك التواصل مع الآخرين، لكن ذكائك العاطفي وحده القادر على مساعدتك في الارتقاء العملي وحتى قيادة الناس فهذا الذكاء يعطيك درساً بالتواصل، أننا جميعاً نستطيع التواصل مع بعضنا لكن من يستطيع التواصل بعمق؟ هذا الفرق.

أخيراً : التعاطف هو أحد عناصر الذكاء العاطفي وتوجد تقنيات عمليّة للتدرب عليه، لكنّ لعل أقواها هما الإنصات الحقيقي وطرح السؤال المناسب ، سواء لنفسكِ أو للأخر ، ولأن حديثنا بالأخص عن قدرة التعاطف مع الآخرين فسأختمه بمقولة للمدير التنفيذي ديل كارنيجي، يقول “يتيح لنا فهم الآخرين بشكل أكثر عمقاً الاستماع إليهم بشكل أكثر فاعلية، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي طرح أسئلة ذات مغزى”