فن الإنسحاب: متى تنسحبي وكيف
لديك وظيفة تستنزف طاقتك كل يوم؟ أو مدير مهووس بالإنتاجية يُثقلك بالمهام؟ أو تأنيب يدقّ في رأسك مع كل ساعة إضافية تقضيها في العمل على حساب العائلة أو وقتك الشخصي؟ أو تتمنى لو تتوقف عن كره وظيفتك وتقدم أداء يرضيك أولاً قبل مديرك؟
أياً كان موقفك، لا تتورط في الهروب، قف معي الآن عند المشكلة لنفهمها.
في الواقع بإختلاف الأسباب والظروف التيّ أدتّ إلى تعاستك إلا أن النتيجة واحدة وهي ما يُعرف بالاحتراق الوظيفي، وقد نشرت منظمة الصحة العالمية إحصائية عام 2022 بأعراض الاحتراق الوظيفي وصفتها: بالخدر المشاعري وتدنيّ الأداء.
السؤال الآن : هل الموظف الذي يعاني في وظيفته لديه فرصة التعافي ؟ وهل الحل في الاستقالة فوراً ؟
حسناً قد تتوقع أن إلاجابة تتمحور حول “نعم أو لا” لكنّ على عكس ذلك، حيث دَرس هذه الظاهرة الكاتب ورجل الأعمال سيث غودين في كتابه The Dip ووصف الحل بفنّ الإنسحاب ، لا تستعجل لا أقول أذهب واستقيل، إذ يوضح غودين المفهوم بأن نجاحك في مجالك مرهون بكونك الأول فيه ولست في المرتبة الثالثة وحتّى تحقق هذا لابد أن تنسحب وتعيد النظر في مكانك أثناء حالتين :
الحالة الأولى هي الطريق المسدود : أيّ عندما تسير في دوامة روتين العمل لسنوات دون تطور
الحالة الثانية هي المنحدر : أي عندما تختار مجال عملك بناءاً على مشاعرك وليس بقرار مدروس
والحالة الوحيدة التي لا يجب عليك الانسحاب فيها هي المنخفض The Dip : أيّ عندما تختار مجال عملك بناءاً على قدراتك ونقاط قوتك وتقرر النمو الكبير، لكن طريقك لن يبدأ باستقامة بل ستحتاج للكثير من العمل والتعلمّ وتجاهل فكرة أنك لن تفلح إلى أن تصل للقمة وتكون الأول.
الآن واضح ما هو فن الانسحاب أي : حدد نقاط قوتك وتعامل بذكاء مع قراراتك الشخصيّة فأنت لست ضحية لشيء، وتعلمّ متى تنسحب ومتى لا يجب أن تنسحب.
فكرة جوهرية : يدور فن الانسحاب حول المسؤولية وتحديداً معنى أن تتحمل مسؤوليتك الشخصية ، صدقنّي لا أحد يريد رؤيتك تعيساً في نفس الوقت لا أحد لديه مفاتيح إنعاشك من الداخل سواك أنت ، ولهذا السبب أنا مختصة في الذكاء العاطفي حتّى أرشدك لتجاوز تحدياتك الداخليّة وإكتشاف إمكانياتك المخفيّة فتستطيع التعامل مع أي عقبات خارجيّة.
استجابات